قصة حزينة ياربي تعجبكم
جلست هيفاء على المقعد الجلدي مضطربة في عيادة احمد جعفر استشاري الاورام
تقوم تارة وتجلس أخرى تنظر إلى ساعتها تفتح حقيبتها تخرج السبحة تسبح وتحوقل
الوقت يمر ببطء شديد الناس من حولها يخرجون من ذاك الباب ويدخلون من باب اخر
منهم من يبكي ومنهم من يبتسم ويشكر الله .
وقع أقداما وصوت أجش .. الطيب بانتظارك تفضلي
دلفت من الباب وجلست أهلا دكتور
أهلا مدام عمر ومد يده إلى ملف واخذ يقلب صفحاته
خير دكتور هل ظهرت النتيجة ؟
لا أخفيك الأمر فزوجك مصاب بسرطان الدم وهو في حالة متقدمة يصعب العلاج معها
كاد أن يغمى عليها من هول الخبر الذي نزل عليها كالصاعقة التي احرقت الشجر والزهر .
مدام عمر هل أنت بخير ؟
اجل دكتور
اعرف انك انسانة مؤمنة بالله وبمشيئته وكل نفس لها موعد وما أصابه لم يكن ليخطئه
وما أخطأه لم يكن ليصيبه.. الأيام القادمة سوف تكون شاقة عليك أعانك الله وقوى عزيمتك .
تركت العيادة وكل ما حولها مظلم لا ترى موطيء اقدامها
اتجهت للمنزل مباشرة .. اعتكفت في غرفتها... رنين التلفون يقطع خلوتها
الو هيفاء .
هلا عمر مشتاقة لك متى العودة ؟؟
بعد غد .. أنجزت جميع إعمالي وسأتفرغ لك تماما وسأعوضك عن غيابي .
أنا دائما في انتظارك .
مرت الأيام وهاهو أمامها كما رأته أول مرة جميل حنون رائع بل أكثر من رائع
رجل بكل ما في الكلمة من معنى كم هي محسودة عليه من المقربين والمعارف
احتضنته والدموع كشلال منهمر قبلته بكل الشوق واللهفة كل الذكريات الجميلة كانت تمر أمام عينيها
عانقته عناقا طويلا لا عناق العشاق بعد الفراق .. بل عناق الخائف من الوداع .
جلسا ورائحة الورود تفوح من جنبات المنزل واشعة القمر تنساب من بين الستائر المخملية
تلقي بظلالها عليهما .. رائحة الطعام وصوت الضحكات واحضان و استعادة ذكريات
ودموع واهات .. كلها في ذاك المجلس الحميم .
أيام قضتها محاولة جاهدة ان تجعل منها اسعد أيام عمره .. تعوضه ما فات من اوقات
لم يكونا فيها معا .. ولم يتجاذبا فيها الغزل ..
تريد ان تشعره كم هو غالي بالنسبة لها ..
وتذبل كأوراق اشجار الخريف وتتبعثر وتضيع في ظلمة نفسها الحزينة
كلما انقضى يوم من ايام عمره شاحبا وضعيفا
قال بوهن وهو يتناول المسكن الذي وصفه الطبيب له قبل السفر
هيفاء غدا إن شاء الله سوف اذهب للطبيب لأعرف نتيجة التحاليل .
ردت بحنان وهى تجاهد رنة الخوف التي انتابتها من حديثه وغصة في حلقها تكاد ان تخنقها
عبرة كادت أن تقفز من عينها فتفضح امرها
لا لا غدا سنذهب إلى مكة المكرمة لأداء العمرة .
حسنا الأمر كما تشائين .
في الطريق إلى مكة جثم ضيق على قلبها انتابها خوف شديد ... اخرجت السبحة وبدأت في الاستغفار
حدسها كامرأة وزوجة محبة اعلمها أن هناك خطب ما وان شيئا ما سيحدث لكن ماهو ياترى .. ؟؟
السكون يلف المكان إلا من أنفاسه المتحشرجة .. فهو يجر النفس بقوة تخاله يجاهد لإيصاله لرئتيه
أخذت يده الباردة بين كفيها واحتضنتها بدفء العالم وحنانه وكأنها تقول: اشعر بك وبمعاناتك
ولكن ما باليد حيلة .
دخلا المسجد الحرام وطافا بالبيت وأخذا مكانا في الخلف صليا فيه ركعتي الطواف
سلمت هي وهو أطال السجود لحظات من عمر الزمن كانت كابوس جاثم توقعات وأمال .
ومات في موضعه ووضعه رحمه الله .. ظلمة واحزان .. فراغ سقطت فيه ليس له نهاية ..
انتهت مراسيم الدفن وانقضت أيام الحداد وشبح الحزن يتسيد المكان وصورته لا تفارقها ثانية
فلمن ستعيش ؟ ولمن ستلبس اخر هداياه الفستان والحذاء
.. من سيمدح لونها وطولها واشراقة وجهها .. ويكتب لها رسالة شوق ويضع بين طياتها وردة حمراء
كيف لها ان تنساه .. وكل شيءيذكرها به الموقد والكرسي وجريدته وكتبه ومكتبته ..
هنا كان يجلس وهناك كان يداعبها .. كم مرة حضر العشاء لها واضاء الشموع ..
والاف المرات شربا من كأس السعادة في شرفة الدار ..
قميصه الازرق .. ورداء الحمام .. ووسادته التي لازلت تحتفظ بعطره ..
كل شيء جميل هنا يذكرها به وهي لم تنساه
ااااه كيف تكون الحياة بعدك يا عمر ؟
لولا أن الانتحار حرام للحقت بك ولكن قدر الله وما شاء فعل وهذا هو اختبار لنا
والحمد لله على كل حال .
ظل أخوها مجد ملازما لها طوال الاشهر الماضية وهاهو يستعد للرحيل إلى بلده
أعطاها رسالة وقال : هذه أمانة أعطاني إياها زوجك بعد رجوعه من السفرة الأخيرة بيومين
وطلب أن أوصلها لك في حين وافاه الأجل.
صرخت هيفاء مجد أكان يعلم بحالته الصحية وبمرضه ؟
لا اعلم كل ما في الامر انه اعطاني هذه الرسالة
وطلب ان اوصلها لك .. لا شيء غير هذا .. تعرفين انه بحكم البعد لا نتداول الأحاديث الخاصة
ودعها ومضى .
وبيد ترتجف وعينان دامعتان فتحت الظرف ونشرت الورقة
بسم الله الرحمن الرحيم
زوجتي العزيزة هيفاء
اتمنى عندما تصلك رسالتي تكوني في صحة وبخير من الله
اعترف لك باني كنت مقصر في حقك مستفرد بحبك لي حرمتك الطفل الذي كنت تحلمين به
اعرف انك كنت راضية ولم اجبرك ولو كنت مكانك لتزوجت بغيرك لكني اناني في الحب
طمعت بك وحرمتك أمنيتك بطريقتي ولم افكر الا في نفسي .
حبيبتي اعترف أني عرفت بمرضي و خشيت أن أخبرك فأثقل عليك واحزن قلبك الطيب
ففضلت أن احتفظ لمرة واحدة بسري وأتألم بمفردي يكفي ألامك طول السنين وسهرك علي
حبيبتي كل ما جنيته من أموال وهبتها لك فلا احد يستحقها سوك .
حبيبتي أحببتك من كل قلبي وبادلتك إخلاصا بإخلاص كنت معي وفي قلبي في كل مكان
أكون فيه .. إلا المكان الذي أنا راحل إليه فأعذريني لأنه ليس بيدي اصطحابك معي ..
فالدعوة جدا خاصة .
أتمنى لقاءك في جنات النعيم
حبيبتي الحياة قصيرة فانهلي من السعادة ما تقدمه لك وأنت في حل من حبي متى ما شيئتي
اعذريني لسوء التعبير والاطالة ولكن كتبت كل ما جال في خاطري وما اشعر به حقيقة
على عجالة .. خوفا من ان يدركني الموت وانا لازلت اكتبها .
حبيبك ومغليك عمر
منقوله من احد المنتديات
مع تحياتي اخوكم محمد
جلست هيفاء على المقعد الجلدي مضطربة في عيادة احمد جعفر استشاري الاورام
تقوم تارة وتجلس أخرى تنظر إلى ساعتها تفتح حقيبتها تخرج السبحة تسبح وتحوقل
الوقت يمر ببطء شديد الناس من حولها يخرجون من ذاك الباب ويدخلون من باب اخر
منهم من يبكي ومنهم من يبتسم ويشكر الله .
وقع أقداما وصوت أجش .. الطيب بانتظارك تفضلي
دلفت من الباب وجلست أهلا دكتور
أهلا مدام عمر ومد يده إلى ملف واخذ يقلب صفحاته
خير دكتور هل ظهرت النتيجة ؟
لا أخفيك الأمر فزوجك مصاب بسرطان الدم وهو في حالة متقدمة يصعب العلاج معها
كاد أن يغمى عليها من هول الخبر الذي نزل عليها كالصاعقة التي احرقت الشجر والزهر .
مدام عمر هل أنت بخير ؟
اجل دكتور
اعرف انك انسانة مؤمنة بالله وبمشيئته وكل نفس لها موعد وما أصابه لم يكن ليخطئه
وما أخطأه لم يكن ليصيبه.. الأيام القادمة سوف تكون شاقة عليك أعانك الله وقوى عزيمتك .
تركت العيادة وكل ما حولها مظلم لا ترى موطيء اقدامها
اتجهت للمنزل مباشرة .. اعتكفت في غرفتها... رنين التلفون يقطع خلوتها
الو هيفاء .
هلا عمر مشتاقة لك متى العودة ؟؟
بعد غد .. أنجزت جميع إعمالي وسأتفرغ لك تماما وسأعوضك عن غيابي .
أنا دائما في انتظارك .
مرت الأيام وهاهو أمامها كما رأته أول مرة جميل حنون رائع بل أكثر من رائع
رجل بكل ما في الكلمة من معنى كم هي محسودة عليه من المقربين والمعارف
احتضنته والدموع كشلال منهمر قبلته بكل الشوق واللهفة كل الذكريات الجميلة كانت تمر أمام عينيها
عانقته عناقا طويلا لا عناق العشاق بعد الفراق .. بل عناق الخائف من الوداع .
جلسا ورائحة الورود تفوح من جنبات المنزل واشعة القمر تنساب من بين الستائر المخملية
تلقي بظلالها عليهما .. رائحة الطعام وصوت الضحكات واحضان و استعادة ذكريات
ودموع واهات .. كلها في ذاك المجلس الحميم .
أيام قضتها محاولة جاهدة ان تجعل منها اسعد أيام عمره .. تعوضه ما فات من اوقات
لم يكونا فيها معا .. ولم يتجاذبا فيها الغزل ..
تريد ان تشعره كم هو غالي بالنسبة لها ..
وتذبل كأوراق اشجار الخريف وتتبعثر وتضيع في ظلمة نفسها الحزينة
كلما انقضى يوم من ايام عمره شاحبا وضعيفا
قال بوهن وهو يتناول المسكن الذي وصفه الطبيب له قبل السفر
هيفاء غدا إن شاء الله سوف اذهب للطبيب لأعرف نتيجة التحاليل .
ردت بحنان وهى تجاهد رنة الخوف التي انتابتها من حديثه وغصة في حلقها تكاد ان تخنقها
عبرة كادت أن تقفز من عينها فتفضح امرها
لا لا غدا سنذهب إلى مكة المكرمة لأداء العمرة .
حسنا الأمر كما تشائين .
في الطريق إلى مكة جثم ضيق على قلبها انتابها خوف شديد ... اخرجت السبحة وبدأت في الاستغفار
حدسها كامرأة وزوجة محبة اعلمها أن هناك خطب ما وان شيئا ما سيحدث لكن ماهو ياترى .. ؟؟
السكون يلف المكان إلا من أنفاسه المتحشرجة .. فهو يجر النفس بقوة تخاله يجاهد لإيصاله لرئتيه
أخذت يده الباردة بين كفيها واحتضنتها بدفء العالم وحنانه وكأنها تقول: اشعر بك وبمعاناتك
ولكن ما باليد حيلة .
دخلا المسجد الحرام وطافا بالبيت وأخذا مكانا في الخلف صليا فيه ركعتي الطواف
سلمت هي وهو أطال السجود لحظات من عمر الزمن كانت كابوس جاثم توقعات وأمال .
ومات في موضعه ووضعه رحمه الله .. ظلمة واحزان .. فراغ سقطت فيه ليس له نهاية ..
انتهت مراسيم الدفن وانقضت أيام الحداد وشبح الحزن يتسيد المكان وصورته لا تفارقها ثانية
فلمن ستعيش ؟ ولمن ستلبس اخر هداياه الفستان والحذاء
.. من سيمدح لونها وطولها واشراقة وجهها .. ويكتب لها رسالة شوق ويضع بين طياتها وردة حمراء
كيف لها ان تنساه .. وكل شيءيذكرها به الموقد والكرسي وجريدته وكتبه ومكتبته ..
هنا كان يجلس وهناك كان يداعبها .. كم مرة حضر العشاء لها واضاء الشموع ..
والاف المرات شربا من كأس السعادة في شرفة الدار ..
قميصه الازرق .. ورداء الحمام .. ووسادته التي لازلت تحتفظ بعطره ..
كل شيء جميل هنا يذكرها به وهي لم تنساه
ااااه كيف تكون الحياة بعدك يا عمر ؟
لولا أن الانتحار حرام للحقت بك ولكن قدر الله وما شاء فعل وهذا هو اختبار لنا
والحمد لله على كل حال .
ظل أخوها مجد ملازما لها طوال الاشهر الماضية وهاهو يستعد للرحيل إلى بلده
أعطاها رسالة وقال : هذه أمانة أعطاني إياها زوجك بعد رجوعه من السفرة الأخيرة بيومين
وطلب أن أوصلها لك في حين وافاه الأجل.
صرخت هيفاء مجد أكان يعلم بحالته الصحية وبمرضه ؟
لا اعلم كل ما في الامر انه اعطاني هذه الرسالة
وطلب ان اوصلها لك .. لا شيء غير هذا .. تعرفين انه بحكم البعد لا نتداول الأحاديث الخاصة
ودعها ومضى .
وبيد ترتجف وعينان دامعتان فتحت الظرف ونشرت الورقة
بسم الله الرحمن الرحيم
زوجتي العزيزة هيفاء
اتمنى عندما تصلك رسالتي تكوني في صحة وبخير من الله
اعترف لك باني كنت مقصر في حقك مستفرد بحبك لي حرمتك الطفل الذي كنت تحلمين به
اعرف انك كنت راضية ولم اجبرك ولو كنت مكانك لتزوجت بغيرك لكني اناني في الحب
طمعت بك وحرمتك أمنيتك بطريقتي ولم افكر الا في نفسي .
حبيبتي اعترف أني عرفت بمرضي و خشيت أن أخبرك فأثقل عليك واحزن قلبك الطيب
ففضلت أن احتفظ لمرة واحدة بسري وأتألم بمفردي يكفي ألامك طول السنين وسهرك علي
حبيبتي كل ما جنيته من أموال وهبتها لك فلا احد يستحقها سوك .
حبيبتي أحببتك من كل قلبي وبادلتك إخلاصا بإخلاص كنت معي وفي قلبي في كل مكان
أكون فيه .. إلا المكان الذي أنا راحل إليه فأعذريني لأنه ليس بيدي اصطحابك معي ..
فالدعوة جدا خاصة .
أتمنى لقاءك في جنات النعيم
حبيبتي الحياة قصيرة فانهلي من السعادة ما تقدمه لك وأنت في حل من حبي متى ما شيئتي
اعذريني لسوء التعبير والاطالة ولكن كتبت كل ما جال في خاطري وما اشعر به حقيقة
على عجالة .. خوفا من ان يدركني الموت وانا لازلت اكتبها .
حبيبك ومغليك عمر
منقوله من احد المنتديات
مع تحياتي اخوكم محمد